من أجمل ما قرأت
كان الإِمام أبو حنيفةَ يسهر اللياليَ في العبادة وتِلاوةِ القرآن، وكان له جارٌ يُقلِقه طولَ الليل، ويزعِجه، ويَتصور أنه البطل الذي أضاعه قومُه، ولم يَنتفِعوا ببطولتِه في مَيدان القتال، فيُغَنيِّ بصوتٍ مرتفع قولَ الشاعر:
أضــاعوني وأيَّ فـتَى أضاعـوا لــيَومِ كَريهـة وسِـدَادِ ثَـغر
ثم يُعاود هذا العَبثَ والصياحَ في كل ليلة، فكان ذلك يُفوِّت على أبي حنيفةَ خشوعَ الصلاة وتِلاوةَ القرآن، ومع هذا لم يُؤَنِّب أبو حنيفةَ جارَه، أو يعنِّفْه على سوء تصرفه.
وذاتَ لَيلةٍ لم يَسمع الإِمام أبو حنيفةَ صوتَه كما اعتاد أن يسمعَه، فسال عنه، فقيل له:
- قَبض عليه الشُّرطَةُ، لأنه كان يَصيح بالليل، وأودعوه السـجن.
فلما أصبح أبو حنيفةَ ذهب إلى الأمير، وشَفَع في جارِه. ولم يَبْرَح إلا بَعد أن أطلق الأميرُ سراحَه.
فقال له أبو حنيفةَ:
أيها الرجل: هل أضعناك كما كنتَ تقول في غِنائك؟ فخَجِل الرجل، وقال لأبي حنيفة:
جَزاكَ اللُهُ خَيراً، فقد حافظتَ على حقوقِ جارك، ثم ناب، فلم يَعُد إلى إزعاج جِيرانه.
وهكذا ترى أَن أبا حنيفة احْتَمَلَ إيذاء جارِه، ثم أحسن إليه، فاستطاع بِحُسْنِ مُعاملتِه أن يهذب طباعَ جاره.
من أجمل ما قرأت
كان الإِمام أبو حنيفةَ يسهر اللياليَ في العبادة وتِلاوةِ القرآن، وكان له جارٌ يُقلِقه طولَ الليل، ويزعِجه، ويَتصور أنه البطل الذي أضاعه قومُه، ولم يَنتفِعوا ببطولتِه في مَيدان القتال، فيُغَنيِّ بصوتٍ مرتفع قولَ الشاعر:
أضــاعوني وأيَّ فـتَى أضاعـوا لــيَومِ كَريهـة وسِـدَادِ ثَـغر
ثم يُعاود هذا العَبثَ والصياحَ في كل ليلة، فكان ذلك يُفوِّت على أبي حنيفةَ خشوعَ الصلاة وتِلاوةَ القرآن، ومع هذا لم يُؤَنِّب أبو حنيفةَ جارَه، أو يعنِّفْه على سوء تصرفه.
وذاتَ لَيلةٍ لم يَسمع الإِمام أبو حنيفةَ صوتَه كما اعتاد أن يسمعَه، فسال عنه، فقيل له:
- قَبض عليه الشُّرطَةُ، لأنه كان يَصيح بالليل، وأودعوه السـجن.
فلما أصبح أبو حنيفةَ ذهب إلى الأمير، وشَفَع في جارِه. ولم يَبْرَح إلا بَعد أن أطلق الأميرُ سراحَه.
فقال له أبو حنيفةَ:
أيها الرجل: هل أضعناك كما كنتَ تقول في غِنائك؟ فخَجِل الرجل، وقال لأبي حنيفة:
جَزاكَ اللُهُ خَيراً، فقد حافظتَ على حقوقِ جارك، ثم ناب، فلم يَعُد إلى إزعاج جِيرانه.
وهكذا ترى أَن أبا حنيفة احْتَمَلَ إيذاء جارِه، ثم أحسن إليه، فاستطاع بِحُسْنِ مُعاملتِه أن يهذب طباعَ جاره.