اتهام إسرائيل بإهمال أسير أنهكه السرطان
اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بتعمد إهمال أسير فلسطيني تأكدت إصابته بمراحل متقدمة من الأورام السرطانية في منطقة الرقبة والغدد اللمفاوية، بينما أعطى الرئيس الفلسطيني محمود عباس توجيهاته بإجراء اتصالات على مختلف المستويات لضمان الإفراج عنه وتقديم العلاج المناسب له.
وأبدت عائلة الأسير ميسرة أحمد أبو حمدية (64 عاما) ومسؤولون فلسطينيون قلقا كبيرا على حياته بعد تكرار حالات الإغماء، ومن ثم نقله فجر اليوم على عجل من سجن إيشل (جنوب إسرائيل) إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع.
ووفق متحدثين -في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمنزل شقيقة الأسير بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية- فإن أبو حمدية فقد القدرة على الحديث والطعام، ويسقط أرضا بشكل متكرر ولا يقوى على المشي أو الوقوف، إضافة إلى شكواه من آلام شديدة في الحلق وعضلات الصدر.
تحرك واسع
وأكد وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع، أن أبو حمدية، الذي يحمل رتبة لواء بالسلطة الفلسطينية، بدأ يشكو من آلام في الحلق منذ أغسطس/آب الماضي، إلا أن سلطات السجون ماطلت في علاجه وإجراء الفحوصات اللازمة، حتى تأكد أواخر الشهر الماضي إصابته بأورام سرطانية باتت تهدد حياته، ومع ذلك لم يُقدم له العلاج اللازم.
عيسى قراقع حمل إسرائيل المسؤولية عن سياسة الاهمال الطبي المقصودة والمتعمدة(الجزيرة)
وأضاف أن حالة أبو حمدية "مقلقة جدا" محملا إسرائيل المسؤولية عن "سياسة الإهمال الطبي المقصودة والمتعمدة" بحق الأسرى.
وأوضح أن استمرار الاستهتار بأرواح الأسرى "يهدد بفقدان عدد من الأسرى المرضى الذين يمكثون في سجن الرملة خلال العام الجاري".
وكشف قراقع عن اتصالات مكثفة يجريها الرئيس الفلسطيني لضمان الإفراج عن الأسير وإنقاذ حياته.
وأشار في الوقت ذاته إلى التماس فلسطيني إلى اللجنة الطيبة الإسرائيلية الخاصة بالإفراج المبكر عن الأسرى والتي يتوقع أن تجتمع هذا الأسبوع، إضافة إلى توجه آخر إلى الصليب الأحمر للمطالبة بتدخله لنقل الأسير للعلاج في الخارج.
من جهته طالب رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس المنظمات الحقوقية بالتدخل لمحاكمة إسرائيل بسبب ممارستها سياسة الإهمال الطبي المتعمد والتلكؤ في علاج الأسرى المرضى "الأمر الذي يعني شروعها بقتل المئات من المرضى بين الأسرى الفلسطينيين".
وشدد فارس على أهمية التدخل السياسي من أعلى المستويات ومن أطراف عربية وإقليمية، وخاصة مصر والأردن، لإنقاذ حياة أبو حمدية.
اعتدال أبو حمدية أكدت أن أوضاع شقيقها في غاية الخطورة (الجزيرة)
وضع سيئ
بدورها أكدت اعتدال أبو حمدية، أن أوضاع شقيقها في غاية الخطورة، لافتة إلى أنها زارته آخر مرة قبل نحو شهرين، وكان بالكاد ينطق ببعض الكلمات.
وقالت للجزيرة نت نقلا عن شقيقها إنه بدأ يشتكي من آلام الحلق قبل الكشف عن السرطان بثمانية أشهر، لكن سلطات الاحتلال ماطلت في إجراء فحوصات له وعلاجه.
وأوضحت أن شقيقها كان يجري فحوصات دورية نظرا لتقدم سنه، لكن رحلة إجراء الفحوصات في المستشفيات كانت أشبه بالعذاب لأنها تحتاج إلى عدة أيام ذهابا وإيابا في ناقلات السجن المعروفة بـ "البوسطة" حيث يعود لغرفته بعد كل فحص منهكا ومتعبا.
وذكرت أن شقيقها اشتكى في آخر زياراتها له من بحة في الصوت وسعال قوي يرافقه خروج للدم، وآلام في عضلات الصدر والقدمين، وانتفاخ في الجهة اليمنى من الرقبة، ونقصان شديد في الوزن، وأنه كان يتلقى المسكنات فقط.
وتأمل شقيقة الأسير الفلسطيني أن يكتب الله له الفرج ليتلقى العلاج اللازم في الداخل أو الخارج، وأن تعيش أسرته معه ما تبقى له من عمر.