كاريزما أون لاين
اهلا وسهلا بك فى منتدى كاريزما اون لاين سجل وشارك معنا برؤيتك
كاريزما أون لاين
اهلا وسهلا بك فى منتدى كاريزما اون لاين سجل وشارك معنا برؤيتك
كاريزما أون لاين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كاريزما أون لاين

أجمل الاغانى والافلام والمسلسلات العربية والبرامج
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
Logo Design by FlamingText.com

 

 الرمز في أدب غسان كنفاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة
Admin
زهرة


عدد المساهمات : 1110
تاريخ التسجيل : 26/02/2013

الرمز في أدب غسان كنفاني Empty
مُساهمةموضوع: الرمز في أدب غسان كنفاني   الرمز في أدب غسان كنفاني Icon_minitimeالسبت مارس 30, 2013 3:33 pm






عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين
إن طريقة التعبير، توازي، في الأهمية ما يُراد التعبير عنه. وفي العمل الأدبي الناضج يفرض المضمون الشكل الذي يتطلبه.. فلا يعود هناك، مثلاً، مضمون متقدم مع أسلوب تقليدي، أي لا يعود هناك فصل بين المضمون والشكل.. والتجربة الجديدة تحمل بالضرورة شكلاً جديداً خاصاً بالكاتب نفسه.
قد لا يكون ما قدمه غسان كنفاني على الصعيد الفني شيئا جديدا للغاية وإنما بالتأكيد فرض المضمون على كنفاني الشكل الذي يناسبه.. وهكذا تنوعت أشكال الكتابة عنده، فكان أحيانا يتبع الأسلوب الواقعي المبسط كما في <<أم سعد>> وفي <<عائد الى حيفا>> وغيرهما.. كما كان أحيانا يتبع الأسلوب الرمزي.
إن كنفاني وإن اعتمد على الواقعية الى حد كبير، إلا أن ذلك لا ينفي وجود الرمز في الرواية.
فمعظم رواياته لا تخلو من الرموز التي ترمي الى دلالات معينة، فإذا تتبعنا رواياته، نجد أنها تحفل بالرموز:
فزراعة فرع الدالية الذي يرمز الى أن الأمل يبقى رغم الهزيمة، ففعل (زرع) يشكل وحده الرواية، إذ إننا نرى <<أم سعد>>، منذ البداية، تزرع فرع الدالية، وكلها أمل أنه سيبرعم يوما ما بعكس المثقف الذي يظن أنه جاف ولن يبرعم أبدا. لكن نظرة <<أم سعد>> تكون هي الصائبة وتبرعم الدالية.
هناك أيضا <<أم سعد>> وهي رمز المرأة (الأم الفلسطينية).. إنها تعطي ولديها للثورة.. يقول عنها <<أبو سعد>>: <<هذه المرأة تلد أولادا فيصيرون فدائيين، هي تخلّف وفلسطين تأخذ>>.
فأم سعد هي أم الجميع.. إنها الفلسطينية في داخل فلسطين، وهي أم الفدائي الذي شب على أرض المنفى، هي أيضا الأم الروحية للمثقف الثوري الذي يريد أن يكون ابناً باراً لفلسطين الثورة وفي فلسطين الكادحين.
الرفاق محاصرون، جوعى، منذ أيام عدة.. تمر امرأة فلسطينية عجوز على الدرب. يقول لهم <<سعد>>: <<ها قد جاءت أمي>>، أحد الرفاق يقول له إنه جن لأنه أمه في المخيم. لكن سعداً أصر: <<أنتم لا تعرفون أمي.. إنها تلحق بي دائما، وهذه أمي>>.
ورغم اعتراض رفاقه، وخوفهم من أن تشي بهم العجوز لليهود، إلا أن سعداً يناديها قائلاً:
<<يا يما ردي علي..
يا يما ردي علي..
أنا هون يما..>>
ويتابع.. <<أنا سعد يا يما جوعان>>.
يقترب سعد من المرأة لتحتضنه.. ثم في الأيام التالية تأتيهم بالطعام، وتدعو لهم بالتوفيق وتخبرهم عن اليهود.
عندما عاد سعد الى المخيم قال لأمه إنه رآها هناك..
نخلص مما سبق، إلى أن أم سعد هي رمز المرأة الفلسطينية (الأم).
ومنذ أن كتب د. إحسان عباس مقدمة الأعمال الروائية الكاملة (6) لغسان، والدراسات النقدية تثرى بمتابعة رأي الناقد كمسلمة، وهي أن <<أبو الخيزران>> رمز القيادة الفلسطينية، فقد كان يكفي أن يشير ناقد كبير كالدكتور عباس الى هذه الدلالة حتى تتحول الى يقين رمزي.
يشير د. عباس في مقدمة الأعمال الكاملة الى أننا لو اتخذنا <<أبو الخيزران>> مدخلا لفهم هذه القصة (رجال في الشمس) لما تعذر علينا أن نرى فيه رمزا للقيادة الفلسطينية. وهي تؤدي دورا <<قاتلا>> مغرورا خادعا مخدوعا قائما على المداورة والمراوغة والكذب، فإنها في ذلك شأن <<المهربين>> ممثلي القيادات العربية الأخرى، لافتا الانتباه الى أن فقدان <<أبو الخيزران>> لقدرته الجنسية رمز لعجز القيادة وعنتها في 1948، وظلت مع ذلك، تدعي أنها تستطيع توجيه الفلسطينيين وإنقاذهم، ويمضي الناقد مؤوّلاً كل أحداث الرواية على ضوء هذه القراءة الرمزية لها، مانحاً تحليله أقصى حدود التماسك المنطقي الداخلي للتأويل.
ولكن د. عبد الرزاق عيد له رأي آخر في شخصية <<أبو الخيزران>>: نقول ليس من المعقول من وجهة عامية مسردية، ودلالية رمزية، أن تكون شخصية عادية، مهملة، سائق شاحنة، رمزا للقيادة الفلسطينية، بل إن <<أبو الخيزران>> ذاته هو الذي يصرخ في نهاية الرواية <<لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟.. لماذا لم تقولوا، لماذا..>>.
وفجأة بدأت الصحراء كلها تردد الصدى: <<لماذا لم تدقوا جدران الخزان، لماذا لم تقرعوا جدران الخزان، لماذا، لماذا، لماذا؟>>.
إذاً كان غسان يتابع د. عيد يريد تعرية القيادة الفلسطينية، وفق قراءة الدكتور عباس، فإن علاقات النص الحضورية، وفق تموضعها في المتن والبناء لا تتيح للمتلقي أن تهتاج في داخله حالة من الذهول لهول الخاتمة التي تتوّج مسار الأحداث. لم يتكوّن شعور السخط نحو <<أبو الخيزران>> رمز القيادة المدانة، سوى في لحظتين، لحظة رميه الجثث عند كومة القمامة، ولحظة عودته الى استخراج النقود من جيوب الجثث، وانتزاعه ساعة مروان، مع ذلك فإن الحيادية الشديدة التي يمارسها منظور السرد عبر (الراوي) تقدم تبريرا لفعلة <<أبو الخيزران>>.
فدافعه، وفق تعليل السرد ذاته، أنه كان يهدف من رمي الجثث بجانب كومة القمامة أن تكتشف عند الصباح، وتدفن بإشراف الحكومة، فقد كان <<لا يروقه أن تذوب أجساد الرفاق في الصحراء، ثم تكون نهبا للجوارح والحيوانات.. ثم لا يبقى منها بعد أيام إلا هياكل بيضاء ملقاة فوق الرمل>>.
وكنفاني هنا إذ يحاول تقديم رواية واقعية بأبعاد رمزية، فإنه يحاول استعمالا جدليا للرمز في ذلك التفاعل الجدلي الذي يقيمه بينه وبين الواقع، محددا عبر ذلك رؤيته التاريخية الاجتماعية، أو بالأحرى موقفه التاريخي الاجتماعي. محاولة لا يمكن الحكم عليها إلا بتتبع آلية إنتاجها تفصيليا.
وفي هذه البنية بالذات، البنية الرمزية لرواية واقعية، يعلن غسان كنفاني موقفه على أنه إدانة كاملة للابتعاد عن الأرض (فلسطين).
وإذا عرجنا على القسم الأول من مجموعة غسان كنفاني القصصية التي أعطاها عنوان <<عن الرجال والبنادق>> مثل رواية قصيرة فالشخصية هي نفسها في القصص الخمس، والحدث يتنامى ويتطور من لحظة لأخرى، حتى يصل الى غايته الأخيرة أو الى خاتمة الرواية.. إلخ. ودون أن ندخل في تفصيلات الفرق بين القصة القصيرة والرواية، نرى أن كنفاني قد اختار أن يضع لكل واحدة منها عنوانا طويلا يشير الى موضوعه الأثير المحبب في أدبه كله: فتحمل القصة الأولى العنوان التالي: <<الصغير يستعير مرتينة خاله ويشرق الى صفد>>. وما يحدث فيها حين يذهب منصور الى خاله ليطلب منه إعارته البندقية كي يشارك في المعارك التي تدور حول قلعة صفد، فالسلاح هنا هو الذي يشكل الرمز بالنسبة للصغير منصور، والإشارة الضرورية الى معنى المقاومة والثورة. ويحقق منصور مأثرته حين يصوّب فوهة بندقيته ويصيب الرامي من طلقة واحدة، فيسمع صرخة التحية: <<آه يا سبع يا أبو العصا>>.
ولا تنتهي رحلة كنفاني عند هذا الحد، بل يعود الى الرمزية في رواية <<الأعمى والأطرش>> حيث يتمثل الرمز في تسمية الأعمى بالولي أولا، وفي حمل الأعمى للميزان وتشبيهه <<بفورتونا>> <<ربة العدالة>>.
أيضا يتمثل الرمز في القدرة على اجتراح المعجزة التي تدل على قيامة شعب بأكمله هو الشعب الفلسطيني، وكل معذبي الأرض.
هناك أيضا الشخصيات التي تمثل شرائح فلسطينية، مثلا <<مصطفى>> هو الجانب الانتهازي في الثورة.. إلخ.
كثيرة هي الأشخاص في روايات كنفاني التي تحمل رموزا معينة، فهذا <<دوف>> مثلا.. إنه رمز لجريمة جيل فلسطين منذ أن ترك الأرض وتباكى على فقدها. وهناك <<خالد>> رمز الجيل الجديد الذي يحمل السلاح، وهناك أيضا الأب الذي يرمز الى الكثيرين ممن هربوا وتركوا وطنهم.
وإذا ما تطرقنا في الحديث عن مسرحية <<الباب>> (1964)، نجد أن الباب هو رمز لمملكة الرب، هو رمز للرب ذاته. ووجود الشخصية الطاغية (الأم)، الجدة، في المسرحية، وشجرة الزيتون، يعبران عن تناقض، فكلتاهما رمز فلسطيني قوي وواضح، وليس في أدب غسان وحده، بل في مجمل الأدب والحياة الفلسطينية. وإذا كان الرمزان هنا يتخذان شكلا مختلفا وخاصا في العلاقة بينهما، فربما كانت هذه مساهمة غسان في هذه المسرحية بشأن القضية الفلسطينية. ربما كان المفتاح هو التمرد على هيمنة الضمير والتقاليد، وحتى الأم، لصالح حرية الإنسان وإرادته وفكرته شجرة زيتون.
وفي مرحلة لاحقة، بدا واضحا أن كنفاني قد تجاوز الرؤية الرومانسية للمرأة وانطلق في عالم الكتابة عن الرجل والمرأة في إطار الكفاح الوطني، حيث تغدو المرأة، أحياناً، مصدر إيحاء بالبقاء في الوطن والتمسك بالأرض، وأحيانا تصبح رمزا للطريق الى الوطن وأحيانا تكون ذاكرة الشعب الحية التي لا تموت ولا تنسى ولا تغفر لأعداء الوطن.
إن غسان الذي صوّر دموع المرأة مصدر إيحاء ليبقى منشدا الى جذوره وترابه وأرضه. كانت أيضا مبعث قوة للذي أنهكه التعذيب، ليعود فينتقم.
لقد دفعت المرأة حياتها لأنها بالذات امرأة ترمز للعطاء والولادة والتجدد.
يتصاعد هذا الرمز للمرأة في ارتباطها بالوطن، لدى غسان، في قصة <<العروس>> ضمن مجموعته الثالثة <<عالم ليس لنا>>.
وكذلك ارتقى غسان بالمرأة رمزا عندما ضمنها معنى السلاح ورمز الحرية، حتى تصبح العروس البندقية، أو البندقية العروس رمزا متلاحما لا انفصام فيه يجسد معنى البشارة والولادة الجديدة.
وقد سجل كنفاني للمرأة اعترافا في أكثر من موقع بتحملها الأعباء الرئيسية الناجمة عن فقدان الأرض وتشتت الشعب وتشرذم الأسر والانعكاسات الاجتماعية الاقتصادية على الفلسطينيين في أعقاب النكبة واستلاب الأرض. من هنا لم يكن غريبا أن يصدر مجموعته القصصية الأولى بإهداء يقول:
<<إلى أختي فائزة إن كان في القصص ما يستحق أن يهدى>>، الى العزيزة فائزة ليس فقط لأنها شقيقته، وليس فقط لأنها الكبرى التي تحمّلت الأعباء الأسرية الجديدة التي أعقبت التشرد الفلسطيني، بل لأنها أيضا كانت رمزا للأم والأخت الفلسطينية في مرحلة ما بعد النكبة.
لقد ارتبط غسان بالمرأة في حياته، وفنه. ومن العجب أن رحيله أيضا قد ارتبط بلميس التي أهداها ذات يوم مجموعة <<عالم ليس لنا>>، فكان غسان يصر على أن يكون رفيقا للمرأة ليس فقط في رحلة حياته، بل حتى في أسطورة استشهاده.
إن للرموز دورا هاما، ليس فقط في المساهمة بالإبداع والتجديد، بل في التمييز بين ما هو أدب وغير أدب، كما يقول جبرا <<الأدب في حاجة إليها، إذا أراد صاحب الأدب ألا يكون مجرد صحفي التقارير الآنية، أو مؤرخ يؤرخ هذه الأحداث، أو فيلسوف يرى النظريات التي تتحكم بها، أو عالم اجتماعي يتابع تغيرات الحياة...>>.
والروائي لا يعيش في ملكوت خاص به، ولا يستمد من خياله فقط مادته الروائية، ومهما أغرق في الخيال لا بد أن يستمد رموزه من مجتمعه، ولا بد أن يعكس صورة لواقعه، كما يفعل المؤرخ.
وبكلمة أخيرة يمكن القول: ان تأرجحا مستمرا بين الواقعية والرمزية يظهر في كتابات غسان كنفاني.. فهو يمر في مراحل من الواقعية الى الرواية المبسطة فالرواية المعقدة فالواقعية من جديد ثم الرمزية.
لقد وصل كنفاني الى الجماهير.. وصل قبل أن تصل إليه الأيدي الأثيمة لتضع تلك القنبلة.. وصل لأنه كان أديبا له أصالته، وله صوته الخاص الذي، وإن كان لم يقدم كثيرا من الأشياء الجديدة، إلا أنه كانت له خصوصيته، كما .أوضح الكثير من الأمور
توفيق علي إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرمز في أدب غسان كنفاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غسان كنفاني
» الروائي الفلسطيني غسان كنفاني
» رواية عائد الى حيفا للروائي الفلسطيني غسان كنفاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كاريزما أون لاين :: الشعر والادب :: - شعر الفصحى-
انتقل الى: